يا ترى جدي وهوا طالب كان عامل ازاي ؟؟

يا ترى جدي وهوا طالب كان عامل ازاي ؟

يصحو الجد على صوت آذان الفجر مع خلفيه من اصوات الديوك تعزف وكأنها اوركسترا القاهرة السيمفوني ، يصحو نشيطا ويزيح برقه وخفه كأنه راقص باليه البطانيه المصنوعه من صوف العسكري ( اسمه صوف عسكري عشان كان ملمسه خشن زي عساكر الجيش ) ، يصحو رائق المزاج مليء بالحماس بعد ان حصل على قسط وافر من الراحه لانه توجه الى فراشه في الثامنه مساء

عام 2008

يصحو الطالب على صوت المنبه المزعج الذي ظبطه على اغنيه معينه .. فيغلقه ويعود تحت اللحاف السميك ماركه masterbed او البطانيه الساراتوجا الناعمه المرسوم عليها نمر كسول ، اغفاءه اخرى ثم يصحو على صرخات والدته ( يا ابني قوم حرام عليك ) ، يصحو متأففا ومنتفخ الوجه ( كإنه كان نايم في مقلب زباله ) " طبعا لانه كان سهران طول الليل "

يغسل الجد وجهه بالماء البارد ( لم يكن هناك سخانات وقتها ) مستخدما صابون نابلسي شاهين المصنوع من زيت الزيتون ، ثم يتوضأ ويصلي الصبح ثم يشرب كوبا من اللبن الطبيعي الطازج الذي احضره اللبان بعد الفجر ، ويتناول افطارا خفيفا ( فول وبيض وطعميه ومربى وبعض المفتله ) " المفتله نوع من الطعام عبارة عن حبوب القمح مطبوخه في اللبن ، وهيا اكله انقرضت عشان القمح بقى متسرطن واللبن بقى مغشوش " . ثم يتوجه الى غرفته ويرتدي ملابسه بمفرده وهي عبارة عن بدله كامله ( قميص وجاكيت ورابطه عنق وشورت طويل وحمالات و حذاء جلد اسود ) ثم ينظف الطربوش بكم الجاكيت ، ثم يتوجه الى والده ووالدته ويقبل ايديهما قبل ان يخرج ( نهارك سعيد يا نينه )

عام 2008

يضع الطالب رأسه تحت حنفيه الماء الساخن ويضبط درجه سخونه الماء التي ترضيه للدرجه انه من الممكن ان ينام تحت تأثير دفء الماء ، ثم يفتح التليفزيون على قناه ميلودي ويشرب النسكافيه مع شرائح الكيك وهو يرتدي ملابسه ( بنطلون جينز dirty و قميص وبلوفر عليه بادج المدرسه وحذاء رياضي ) ياماما مش لاقي الشراب ، ثم يقضي وقتا طويلا امام المرآه لتصفيف شعره بالجيل او بالكريم او بالجيل كريم ثم يخرج الى المدرسه ووالده غالبا مازال نائما ( باي باي يا جماعه )

يذهب جدو الى المدرسه اعتمادا على 3 وسائل ، الاولى سيرا على الاقدام اذا كانت المدرسه قريبه من المنزل ( قريبه بمعنى انه على بعد 5 كيلومتر بالكثير ) اما اذا كانت بعيده ( ابعد من 12 كيلو متر ) فهو يشارك زملائه في ركوب الحنطور ( من غير ما يتحنطر طبعا لانهم كانو محترمين ايامها ) بالكثير اوي قد يتشاجر هو وزملائه على المقعد الفارغ بجوار العربجي ( كان العربجي وقتها شخصا محترما ومهنته مهنه شريفه ، دلوقتي بقت كلمه عربجي شتيمه تقال للشخص اللي بيتعامل مع البني آدميين كانه بيتعامل مع بهايم ) حيث الهواء الطلق والبانوراما المفتوحه ، اما الوسيله الثالثه فهي عبارة عن طفطف يقوده حمار ويطلق عليه مجازا اسم ( عربيه كارو ) تكون الرحله الى المدرسه على انغام الاغنيات الشعبيه الجماعيه ( سالمه يا سلامه ) ( اشهر اغاني موسيقار الشعب سيد درويش اللي عمل السلام الجمهوري بتاع مصر " بلادي بلادي " )

في 2008

يقف الطالب امام بيته حتى يصل ( الباص ) الذي يحمل اسم المدرسه بالبنط العريض ، يفتح له سائق باب الباص فيجد مشرفه الباص تبتسم له ( ولا مضيفه في طيران الامارات ) يتجه الطالب نحو المقعد المخصص له ليتابع الشوارع والمارة والزحام من خلال نافذه الباص ، على ايقاع اغنيات عمرو دياب المنبعثه من سماعات ال mp3 واذا لم يلحق الطالب بالباص قد يعود الى المنزل وقد يصحو الاب من نومه ( علشان يوصله بالعربيه )

شنطه الجد عبارة عن حقيبه من القماش بدون جيوب يقوم بتعليقها بالعرض تحتوي على كتب الدراسه والادوات المدرسيه ( ريشه للكتابه ودوايه حبر – حيث كانت الكتابه بالحبر قبل اختارع القلام الفلوماستر او الحبر الجاف – وكانت كل منضده في الفصل بها تجويف لوضع دوايه الحبر ( كل شويه ) للكتابه ، وكان الجد يعود الى المنزل يوميا ملطخا ببقع الحبر التي تملئ وجهه وكفيه وملابسه ) وكان هناك البرجل الذي يفتتح الجد استخدامه ب ( حفر اسمه على المنضده ) وهناك الوان الشمع ( 4 الوان ) وكتب وزاره المعارف وكراسات مطبوع على ظهرها ارشادات تربيه مثل ( النظافه من الايمان ) ، ( وحب الوطن فرض عليا افديه بروحي وعنيا ) ، ( وكاد المعلم ان يكون رسولا ) " كاد المعلم ان يكون رسولا .. ده بيت شعر كان بيتقال زمان على المدرس ، بمعنى انه كان فاضله حته ويبقى في مكانه الرسل ، والحته اللي مخلتهوش يبقى في المكانه دي هيا انه بقى بيدي دروس خصوصيه ودي مش اخلاق رسل طبعا ) .. مصروف الجد كان يتراوح بين مليم وخمسه مليمات ، ينفقها اثناء الفسحه او بعد انتهاء المدرسه في شراء ثمار التوت والعسليه والعدد الجديد من مجله الاذاعه او مجله الاثنين .

في 2008

شنطه الطالب عبارة عن حقيبه جلديه بيها مالايقل عن 8 جيوب كإنها حقيبه مقاتل من فرق الكوماندوز ، بحمالات متينه يحملها على الاكتاف او ذراع يتم فردها لسحبها على الارض على عجلات صغيرة ، تحتوي الشنطه على كتب وكشاكيل وكراسات عليها مناظر طبيعيه ل ( بيونسيه ) و ( بريتني سبيرز ) وقاموس الكتروني ، وآله حاسبه ، و شاحن الموبيل ، وزمزميه بشاليمو مطاطي طويل ، وعلبه مناديل ورقيه ، ومقلمه تضم كافه انواع الاقلام الجاف والفلوماستر والرصاص واستيكه و correcter ومسطرة وادوات هندسيه والوان فلوماستر ( 18 لون ) وعدد من اخبار الرياضه لمتابعه آخر اخبار الاهلي والزمالك ، ومصروف لا يقل عن 5 جنيهات ينفقها بعد المدرسه في شراء ساندويتش شاورما او وجبه ناجتس من كنتاكي ( وجبه عبارة عن 4 قطمات فراخ + 18 صباع بطاطس + لقمه عيش )

يصل الجد الى المدرسه التي تحمل اسما عريقا " مدرسه رقي المعارفه " او " مدرسه القلب المقدس " او " المدرسه الخيديويه العليا " ليقف في طابور الصباح يستمع الى الاناشيد الحماسيه وكلمه الناظر وحكمه اليوم ثم يحيي علم مصر ( كان وقتها اخضر اللون يتوسطه هلال يحتضن ثلاث نجمات )"" العلم بتاع مصر كان كده زماان ، وبعد ما عملنا وحده مع سوريا بقى ابيض واسود واحمر و نجمتين في الوسط ، و بعد الانفصال حطو نسر مكان النجمتين ، وبعدين حطو صقر ، و كان ايام الحرب بيتلف في العلم جثث الشهداء ، ودلوقتي بقى بيتدهن على الوش في ماتشات المنتخب "" وكانت تحيه العلم وقتها ( يحيا فاروق الاول ملك مصر والسودان ) يرددها الطابور ثلاث مرات ثم يتجه الى الفصول على ايقاع طبول الحرب .
في الفصل يجلس كل ثلاثه على مقعد واحد ( جدو والى جواره جدو عطيه وجدو عبد الفتاح ) تبدأ الحصص على صوت الجرس الحديدي الضخم المعلق في حوش المدرسه الواسع ، يمر اليوم سريعا حتى وقت الفسحه ، وكان مسموحا في الفسحه بأن يعود الطلاب الى منازلهم لتناول وجبه الغذاء والعوده الى المدرسه خلال 45 دقيقه ، وكانت هناك مدارس تقدم وجبات الغذاء الساخن لطلابها ( ارز + فاصوليا بيضاء + لحم + سلاطه + عدد 2 برتقاله ) ثم ينتظم اليوم الدراسي من جديد ما لم يكن هناك مظاهرت ضد الاحتلال الانجليزي تستدعي انضمام الطلاب اليها .

2008

يصل الطالب الى المدرسه التي تحمل اسما اجنبيا ( مودرن سكول ) او فرعونيا ( نارمن للغات ) او اسم صاحب المدرسه ( مدرسه ميما عطعوط الاعداديه ) "" انا ناويه افتح مدرسه ان شاء الله ، وابقو قابلوني لو حد نجح عندي ولا شاف نجاح "" ليقف في طابور الصباح يؤدي بعض التمارين الخفيفه على انغام ال Djياسر الحريري ، ثم يستمع الى نشرة الاخبار بالانجليزيه ثم يقوم بتحيه العلم وهي نوعان اما " تحيا جمهوريه مصر العربيه " او " long live Egypt " ( على اساس مدارس لغات وكده ) ، ثم يتحرك الطابور الى الفصول . في الفصل يجلس كل طالب بجوار طالبه ( رشا ) واحيانا ( مي ) لو كانت رشا غايبه النهارده ، تبدأ الحصص على صوت الجرس الكهربائي الذي يوجد مفتاحه الى جوار مكتب الناظر ، يمر اليوم بطيئا حتى موعد الفسحه وهي فرصه للتزويغ ( بعد حصر الغياب في الحصه الاولى ) او فرصه لتبادل الرنات والكليبات الجديده عبر الموبيلات ، او الحديث عن ازمه حازم امام مع مجلس ادارة الزمالك مع سندويتشات الجبنه او اللانشون ، ثم تنتظم الدراسه مرة اخرى حتى ميعادى العوده للبيت بالباص .

يستذكر الجد دروسه على اضاءة الكلوب او لمبه الجاز جالسا على الطبليه دون ان يفكر لثانيه في درس خصوصي او مجموعه تقويه ( ماكنش فيه حد ضعيف على ايامهم اصلا ) ولا يترك المذاكرة الا ليساعد اهله في شوي البطاطا او تحميص او فروه او تفصيص حبات البسله او استقبال الضوف او للاستماع الى حلقه جديده من برنامج ساعه لقلبك ( وساعات لتفليه اخواته الصغيرين ) شعار الطالب هو من جد وجد ومانيل المالب بالتمني (( بيت شعر شهير : ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا بالجزمه ) وحلمه ان يتجاوز كل المراحل التعليميه بنجاح ( الالزامي ثم المتوسط ثم التوجيهيه او البكلوريا ) اللي هيا الثانويه العامه التي كانت تذاع نتائجها عبر الاذاعه وكان الجد يجلس الى جوار الراديو منذ بدايه اليوم لسماع رقم جلوسه ضمن الناجحين ( كانت المجاميه زمان غير دلوقتي خالص ، كان اللي يجيب 52 % شاطر واللي يجيب 60 متفوق والي يجيب 70 عبقري واللي يجيب 80 يبقى من العشرة الاوائل على الجمهوريه ، دلوقتي الطالب ممكن يجيب 100 % ومايحصلش طب اسيوط ، الفرق بين مجاميع زمكان ومجاميع دلوقتي زي الفرق بين خوخ زمان وخوخ دلوقتي ( محدش يسألني ايه وجه الشبه ) .

في 2008

يستذكر الطالب دروسه على ضوء الاباجورة القوي او اضاءة اللمبات الفلورسنت جالسا على مكتب من الخشب الطبيعي مزود بارفف ومساحه لجهاز الكمبيوتر ومكان لحفظ اسطوانات تعلم الانجليزيه بدون معلم والرياضيات للجميع .. الخ ، ولا يترك المذاكر الا لمشاهده فيلم او مباراة للمنتخب او chat او تحميل اغاني تامر حسني الجديده من على النت ، شعار الطالب هو : انا عايز درس خصوصي ومش عايز اروح المدرسه خالص ، او من طلب العلا نام الليالي وشد اللحاف وقال انا مالي ، ويحلم الطالب بان يتجاوز جميع المراحل التعليميه ( باي طريقه ) ليلتحق باي جامعه خاصه ليسافر بعدها الى اي بلد اجنبي .

شكرا لمتابعتكم
والى اللقاء