كشفت الفنانة التونسية لطيفة خلال استضافتها في المائدة المستديرة التي جمعتها بعدد من النقاد والصحفيين على هامش فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، النقاب عن خبايا الأعمال السينمائية والغنائية المستقبلية، التي تعتزم تقديمها خلال الفترة القادمة .
http://www.moheet.com/image/62/225-300/624040.jpg أعربت لطيفة عن سعادتها بتواجدها في المهرجان قائلةً "أنا سعيدة بتواجدي في المهرجان كوني لم أضيع وقتاً والتقيت بنجوم السينما العالميين والعرب، وكنا متوحدين في حبنا للسينما والإبداع.
وكشفت الفنانة لطيفة عن أنها تسهر طوال الليل على الهاتف مع الكاتبة أحلام مستغانمي في الإعداد لعمل سينمائي تقوم لطيفة فيه بالتمثيل والسيناريو والقصة من كتابة مستغانمي، وعن عملها مع المخرج الراحل يوسف شاهين، قالت: فيلمي مع يوسف شاهين "سكوت حنصوّر" دفعني إلى اكتشاف ذاتي وما بداخلي من طاقات فنية، وقد قال لي يوسف شاهين في آخر لقاء بيننا في عيد ميلاده الأخير، وكانت كلماته وصية بالنسبة لي يا بت اعملي سينما، إنتِ حتموّتيني.
وتقول لطيفة : إنشغلت بعد فيلم "سكوت حنصوّر" بعمل "حكم الرعيان" مع منصور الرحباني، وبعدها بالعمل مع زياد الرحباني، وأعتبر أننا في الوطن العربي نفتقد فعلاً المسرح الغنائي الهادف، وأنا التي تمنت منذ طفولتها أن تقوم بالتمثيل في المسرح الغنائي، ولم تتح لي الفرصة إلا مع حكم الرعيان لمنصور الرحباني.
وكشفت لطيفة أنها تستعد للعمل مع الكاتب أحمد صالح، الذي اعتبرته من أهم الكتّاب في السينما العربية، وقالت عنه إنه أخ عزيز وكاتب وأديب كبير، يسعدها أن تعمل معه بعد الانتهاء من العمل مع أحلام مستغانمي.
كما أعلنت عن استعدادها للقيام بجولات في أوروبا والعالم العربي في ألمانيا والكويت وغيرهما، لإحياء حفلاتها الغنائية، وبالنسبة إلى العمل في التمثيل السينمائي بعد تجربتها مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وخوفها من المغامرة والتجريب، قالت: مَن لا يغامر يترك الفن، والفن في رأيي مغامرة وجرأة وتجربة واختيار وثقة، ولأني اشتغلت مع شاهين أغامر.
وأشارت إلى أن الجرأة في الأعمال التي قدّمتها ترجع إلى البيئة التي تربّت فيها في ت ونس، لأنها بيئة منفتحة على كل الثقافات، وهذا يعود برأيها إلى أن البيئة التونسية تعيش الحرية التي تؤمن بجدية الفن الذي هو رسالة يعطيها الله للفنان.
لطيفه في لقاء المائدة المستديرة
وبالنسبة إلى تجربتها مع الفنان زياد الرحباني قالت لطيفة إنها قصدت الوضوح في المعاملة والجرأة، وهذا ما حدث معها بالنسبة إلى "يا أبيض يا أسود"، فقد تمسكت بالورق لأنني أردت تمثيل دور غير دور المرأة المحبطة المستسلمة وأردت أن أجسد المرأة القوية التي تُخرج ابنها قوياً لا مهزوزاً ضعيفاً، وكشفت عن أن أمها هي التي ربتها على أن الوطن العربي كله هو بلدها، وقد قصدت إرسال الرسائل الوطنية عبر أغانيها وأعمالها، لأنها ترفض أن تكون مهزومة وقالت: لو آمنت بأني مهزومة فسأكون كافرة، وأنا أشكر الله على كل النعم التي أعطاني إياها، وأتقبل قدري بكل إيجابية، مع أنني لستُ امرأة قوية ولي نقاط ضعفي، ومن نقاط ضعفي أنني أغار على عروبتي وأصرخ وأبكي، وأنهار لما يحدث للبلاد العربية.
وعن الرجل الذي تحلم به لطيفة فهو مؤمن وصادق وليس طاغية بأي حال من الأحوال، وعن السياسة وتورطها فيها، قالت : الماء التي نشربها تتعلق بالسياسة، والهواء الذي نتنفسه هو سياسة، والخبز الذي نأكله سياسة، والسياسة بالنسبة لي ليست كراسي حكم ووزارات، بل هي العلم لأولادنا، والموقف ضد احتلال بلد بذرائع واهية.
واعتبرت الفنانة لطيفة أن الشعر العربي والقصائد بالنسبة إليها هي روح الغناء، إذ إنها غنّت كثيراً من القصائد الوطنية لأبي القاسم الشابي وغيره من الشعراء القدماء والمعاصرين، كما غنّت القصائد العاطفية الكثيرة، والتي آخرها ما ستقوم بغنائه قريباً من تلحين الفنان كاظم الساهر، ومن كلماتها "إني أحبك كيفما تشاء/ وطني أحبك كما تشاء"، مشيرةً إلى أن قالب القصيد هي في المجال الفني من أهم القوالب، وأنها تعشق اللغة العربية الفصحى، وأنها ستغني أربع أغنيات جديدة مع محمد حسن.
وعبّرت الفنانة لطيفة عن أسفها من أن العالم العربي لم يتلقف الثروة الأدبية التي مثّلت
أنا فرحة جدا بالعيش في هذا الزمن
ها أحلام مستغانمي، منذ روايتها الأولى، فهي برأيها كما نزار قباني الشعر ولكن في الرواية، واعتبرت أن المال لا يساوي شيئاً أمام الأدب، والأدب بالنسبة إليها أغنى وأقوى وأبقى، وقالت: أنا فنانة ومعتزة جداً بكوني فنانة في عالم عربي يحترم الفن ويقدّر الفنانة الحقيقية، وأنا أغني بقناعة وأعيش حالات الحزن والفرح، وبالنسبة لي فإن أطول لحظة حزن عشتها كانت يوم وفاة والدي.
وختمت الفنانة لطيفة بالقول: يجب على الفنان أن يصلي لله على نعمة الفن، وأنا فرحة جدا بالعيش في هذا الزمن، وكل الفنانين تعذبوا كما نتعذب، ولما يكون عمل الفنان مع جمهور يثق به ويحبه فإنه ينجح بالتأكيد، وبالنسبة للفن الخليجي فأنا أحبه جداً، ولي عملان سيريان النور قريباً مع ناصر الصالح، كلمات منصور الشابي، وإن شاء الله سنصوّرهما قريباً